أَهَمِّيَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ


السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِيْ جَعَلَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ أَفْضَلَ اللُّغَاتِ. وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَم عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ السَّادَاتِ، وَعَلَى أَلِهِ وَصَحْبِهِ إِلىَ يَوْمِ المِيْعَادِ.
حَضَرَةُ المُكَرَّم وَالمُخْتَرَمِ مُدِيْرُ المَعْهَد نُوْرُ الهُدَى
أَيُّهَا الاَسَاتِذَةُ الكِرَامِ !
وَأَيُّهَا الطُّلاَّبُ وَالطَّالِبَاتُ الاَحِبَّاءُ !
أَيُّهَا السَّادَةُ قُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكُمْ لِأُقَدِّمَ عَلىَ حَضْرَتِكُمْ كَلِمَةً أَوْ كَلِمَتَيْنِ  فِي "أَهَمِّيَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ". قَبْلَ كُلِّ شَيْئٍ أَيُّهَا السَّادَة أُرِيْدُ أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَى حَضْرَتِكُمْ بِبَيْتٍ مِن شِعْرِ أَمِيْرِ الشُّعَرَاءِ أَحْمَد شَوْقِي بِك المَرْحُوْم:
إِنَّ الَّذِي مَلَأَ الُّلغَةَ مُحَاسِنًا جَعَلَ الجَمَال وَسره في الضاد
أَيُّهَا السَّادَةُ كَمَا لَايَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ هِيَ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ وَاَغْنَاهَا وَهِيَ لُغَةُ القُرْاَنِ وَلُغَةُ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَ وَحْيَهُ بِهَا. كَمَا قال الله سبحانه وتعالى فِي غَيْرِ قَلِيْلٍ مِنَ الأَيَاتِ البَيِّنَاتِ " قُرْأَنًا عَرَبِيًّا" "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ" إِلَى أَخِرِهِ. وَلَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَيْضًا أَنَّ الُّلغَةَ العَرَبِيَّةَ هِيَ مِفْتَاحُ العُلُوْمِ الدِّيْنِيَّةِ وَلَايتسنى لِأَيِّ طَالِبٍ أَن يتجّر في العلوم الدينية بِغَيْرِ إِتْقَانِ الُّلغَةِ العَرَبِيَّةِ فَالُّلغَةُ العَرَبِيَّةُ هِيَ لُغَةُ المُسْلِمِيْن فِي جَمِيْعِ اَنْحَاءِ العَالَمِ.
بِهَذِهِ اللُّغَةِ نَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ وَبِهَا أَيْضًا نَتَعَبَّدُ إِلَى اللهِ سبحانه وتعالى. فَيَجِبُ عَلىَ كُلِّ طَالِبٍ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي تَعَلُّمِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ بِكُلِّ جُهْدِهِ وَطَاقَتِهِ لِيَصِلَ إِلَى كُلِّ مَايَتَمَنَّاهُ مِنَ العُلُوْمِ الدِّيْنِيَّةِ.
أَيُّهَا الإِخْوَة! كَانَتِ الُّلغَةُ العَرَبِيَّةُ تَتَّسِعُ لِكُلِّ زَمَانٍ فَفِي اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ كَلِمَاتٍ فِي العُلُوْمِ وَالأَلَاتِ والصِّنَاعَاتِ الحَدِيْثَةِ مِمَّا لَايَحْتَاجُ إِلىَ التَّعْبِيْرِ عَنْهَا بِاللُّغَةِ الأَجْنَبِيَّةِ كَمَا قَالَ شَاعِرُ النَّيْل حَافِظ إِبْرَاهِيم يَوْمَ يَقُوْل عَلىَ لِسَانِ الُّلغَةِ العَرَبِيَّةِ: وَسِعْتُ كِتَابَ اللهِ لَفْظًا وَغَايَةً وَلَمْ أَضِقْ عَنْ أَي بِهِ وَعِظَات. وَكَيْفَ أَضِيْقُ اليَوْمَ عَنْ وَصْفِ أَلَاتٍ وَتَنْسِيْقِ أَسْمَاءِ لِمُخْتَرَعَاتٍ. فَهِمْتُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ أَنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ قَدْ وَسِعَتْ كِتَابَ اللهِ لَفْظًا وَغَايَةً كَمَا قَالَ الحَافِظ فَكَيْفَ يَدَّعِي مدع أَنَّ الُّلغَةَ العَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ لُغَةُ العُلُوْمِ وَلَيْسَتْ لُغَةُ العَصْرِ. فَإِنَّهَا كَانَتْ يَتَفَاهَمُ بِهَا أَكْثَرُ مِنْ 30 مِلْيُوْن عَرَبِيّ فيِ البِلاَدِ العَرِبِيَّةِ المُخْتَلِفَةِ.

أَيُّهَا السَّادَةُ الأَعِزَّاء! كَانَ العُلَمَاءُ أَبَاءُنَا القُدَمَاءُ يَجْتَهِدُوْنَ فِي أَنْ يُخْرِجُوْا أَوْلاَدَهُمْ عَرَبًا يَتَكَلَّمُوْنَ وَيَتَحَدَّثُوْنَ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. فَبِهَذَا أَلَّفُوْا كُتُبَ اللُّغَةِ كَالنَّحْوِ وَالصَّرْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. هَذَا، لِيَسْهُلَ عَلَى الطَّالِبِ تَعَلُّمُ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ لِيَكُوْنَ اَدَاةً لَهُمْ يَعْنِي لِلطُّلاَّبِ، فَيَجِبُ عَلَيْنَا جَمِيْعًا اَنْ نَتَكَلَّمَ بِاللُّغَةِ الفُصْحَى الصَّحِيْحَةِ وَنَتَجَنَّبث عَنِ اللُّغَةِ العَامَّةِ الَّتِي وَقَعِ فِيْهَا كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ وَلَانَسْتَعْمِلُ الكَلِمَاتِ فِي مُحَدَّثَتِنَا إِلَّا مَا صَحَّتْ كِتَابَتُهَا لِأَنَّهُ مِنْ وَاجِبَاتِنَا أَنْ نَنْشُرَ  هَذِهِ اللُّغَةَ الشَّرِيْفَةَ مَعَ المُحَافَظَةِ عَلى رِقَّتِهَا وَلُطْفِهَا وَفَصَاحَتِهَا إِلَى جَمِيْعِ طَبَقَاتِ المُسْلِمِيْنَ فِي أَيِّ مَكَانٍ كَانُوْا خُصُوْصًا طُلاَّبَ المَعَاهِدِ وَالمَدَارِسِ الَّذِيْنَ يُدَرِّسُوْنَ العُلُوْمَ الدِّيْنِيَّةِ فِي الكُتُبِ العَرَبِيَّةِ . هَذَا فَأَرْجُوْ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَنْ يُّسَهِّلَ اُمُوْرَنَا وَيَفْتَحَ قُلُوْبَنَا وَيَجْعَلَنَا جَمِيْعًا مُتَكَلِّمِيْنَ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ بِجَاهِ سَيِّدِ البَرِيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. والسلام عليكم و.و.

0 Response to "أَهَمِّيَةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ"

Post a Comment