التحليل عن ترجمة العربية من جهة أنواعها أو طريقتها

    التحليل عن ترجمة العربية من جهة أنواعها أو طريقتها
وكما قال كامل موسى وعلي دحروج أن الترجمة تنقسم إلى قسمين، وهما : الترجمة الحرفية والترجمة التفسيرية.
1-     عملية الترجمة بالطريقة الحرفية
لا ريب أن دراسة عملية الترجمة وجوهرها ومراحلها من أهم مباحث علم الترجمة، إذ أنها في طبيعتها عملية تحليلية تركيبية في آن واحد يمتزج فيها التحليل العلمي بالإبداع الفني إلى جانب النشاط الذي يقوم به المترجم في أثناء الترجمة والمتمثل في خطوات التحليل والتركيب، نجد أن عملية الترجمة ترتبط بعدد كبير من العوامل الثابتة والمتغيرة النابعة من خصائص اللغات ونوع النصوص وظروف الأداء.[1]
فأما الطريقة الحرفية فهي نقل الكلام من لغة إلى أخرى وتراعي في ذلك محاكاة الأصل في عدد كلماتها ونظمها وترتيبها، فهي تشبيه وضع المرادف مكان مرادفها.[2] وبعض الناس يسميها ترجمة لفظية وبعضه يسميها ترجمة مساوية أو تقليدية. لذلك عملية الترجمة الحرفية في العربية إلى الأندونيسية مثلا هي بوضع لفظ من الأندونيسية مكان لفظ من العربية مع مراعاة الموافقة في النظام الأخرى الأصلية يعني في اللغة العربية وترتيبه بنظام في الأندونيسية يقوم مقامها في تأدية معناها فليس فيها متصرف في المعنى وإنما التصرف في اللفظ. وإنما تكون الترجمة الحرفية باستخضار معنى اللفظ الأصلي المترجم يعني اللغة العربية وإبداله بلفظ آخر يدل عليه من اللغة الأندونيسية وتراعي فيها ما كان الأصل من العربية في نظامه وترتيبه وتشبه هذه الترجمة وضع المرادف من الأندونيسية مكان مرادفها في العربية.
وهذه الطريقة عادة يستعملها من يبتدأ بعملية الترجمة، وأما الترجمة إليها التي على هذه الطريقة عادة لا يسلك على أساليب اللغة الهدف ولا يوافق على ذوق لغتها. ولذا قد تكون الترجمة بناء على هذه الطريقة لا يوافق على ما أراد الكاتب في النص الأصلي ويترتب ذلك على صعبة الفهم وتحيير القارئ في استفهام النص المترجم إليه لندر أساليب اللغة واختيار تراكيب مرادفاتها في اللغة الهدف، فهذا يفسد نظام لغة الترجمة حتى كانت الترجمة عسيرة وصعبة الفهم في النص. وهذه الطريقة تنشئ صعوبات كثيرة في فهم المترجمة إليها لأنه قد تكون الترجمة على سياق اللغة المنقول منها ولكل لغة خصائص في نظامها وقواعدها وأساليبها لا سيما بين العربية والأندونيسية. سيجد المترجم الصعوبات إذا يترجم على هذه الطريقة نصا طويلا وسياق كلامه متسلسل إلى آخر الجملة. ولذلك كثير من المترجمين لا يستعملون هذه الطريقة في أثناء أعمالهم.
بالإضافة إلى ما ذكر أن عملية الترجمة بالطريقة الحرفية هي أن ينظر المترجم إلى كلمة مفردة من كلمات اللغة العربية وما تدل عليها من المعنى فيأتي المترجم بكلمة مفردة من كلمات اللغة الأخرى ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى.
2-     عملية الترجمة بالطريقة التفسيرية
وطريقة الترجمة التفسيرية هي شرح الكلام وبيان معناه بلغة أخرى مع مراعاة مكافأة لغة الأصل في المعاني والأغراض واستقلال صيغة الترجمة عن الأصل في المعاني والأغراض. واستقلال صيغة الترجمة عن الأصل بحيث يمكن أن يستغنى بها عنه، كأنه لا أصل هناك ولا فرع. وبعض الناس يسميها ترحمة معنوية أو حرّية وتقوم على التقديم والتأخير، والحذف ( النقص )، والزيادة، والتبديل، والاقتباس، ونعود إليها في موضوعها.
بالنظر إلى مقدار النص المترجم فإن الترجمة تنقسم إلى الترجمة الكاملة والترجمة الجزئية. ففي الترجمة الكاملة يخضع النص لغة المستهدفة يستبدل بنص آخر من لغة المستهدفة. أما في الترجمة الجزئية فإن جزء أو بعض الأجزاء من نص لغة الأصل يترك دون ترجمة إلى لغة المستهدفة.
وبالنظر إلى جانب آخر، يقترح ج.فيني ( J. Vinay ) وأ.داربلينت ( A. Darbelinet ) تقسيم الترجمة إلى الترجمة المباشرة والترجمة بالتصرف أو الترجمة المنتوية ( الحرة ).
أما الترجمة المباشرة تشتمل على الاقتباس والاستعارة والترجمة الحرفية.
‌أ)         الاقتباس
الاقتباس هو ترجمة الكلام بلغة الأم ( بلغة الأصل )
أمثلة  :     الروتينية ( Rutin )
سوبرماركيت ( Super market )
كوبون ( Kupon )
‌ب)   الاستعارة
الاستعارة هي الترجمة الحرفية لتعبير من التعابير لم يعرف في اللغة الأم. وقد يكون ذلك بين لغتين متجاورتين كالأمريكية والإنجليزية وغيرهما.
مثال : السيدة الأولى ترجمة First Ldy التي معناها عقيلة لرئيس الدولة، والوزير الأول، وسفير مفوص فوق العادة.
‌ج)    الترجمة الحرفية
كما علمنا أن الترجمة الحرية هي استبدال كلمة بكلمة أخرى مقابلة لها في لغة ثانية.
والذي فهمنا الآن أنه – كما قال أكثر الخبراء- لا بد أن تؤدي الترجمة الحرفية إلى أحد الأمور التالية أو كلها :
1)     تغيير المعنى
2)     التجديد من المعنى
3)     يكون المعنى مستحيلا لعدم تشابه أبنية اللغة
4)     لا يؤخذ في الاعتبار بخلفيات اللغة في اللغة الأم أو لغة النقل
5)     يكون النص مفيدا ولكن ليس من ذات المستوى اللغوي[3]
وأما الترجمة المعنوية ( بالتصرف ) كما قال ج.فيني ( J. Vinay ) وأ.داربلينت ( A. Darbelinet ) تستمل على أربعة أقسام :
1)     التبديل
ونسميه أيضا التبديل اللغوي كاستعمال المصدر في محل " أن + فعل مضارع "
الأساس      : بعد أن يقرأ الكتاب
البديل       : بعد قراءة الكتاب
2)     الإدخال
وهو استحداث تعابير مقابلة دخيلة على اللغة المنقول إليها، ولا يقدر على الإدخال إلا من تمرس ( تمرن ) طويلا في الترجمة واستحكمت ملكته اللغوية. والهدف المنشود هو الإيقاء.
‌ب-      التحليل عن المشكلات في الترجمة
فالترجمة ليست علما صرفا وليست فنا خالصا ولكنها فن تطبيقي يحتاج إلى المران والتدريب في وجود ملكة أو موهبة طبيعية.[4] وإذا استعود المترجم في التدريب والتعويد فله ملكة تطبيقية ونتيجة فريدة لعملية تحليل الترجمة من غيره، ولذلك يحتاج إلى تعويد وتكرير في تطبيق الترجمة. وكل صعوبة يقابلها المترجم يأخذ في التفكير في كيفية حلها متى يصل إلى طريقة تكفل له نقل معنى وروح ما كتبه صاحب النص إلى اللغة المترجم إليها بأوضح مل يمكنه مع السلامة العبارة وسلامة الأسلوب.
بالإضافة إلى ما سبق، مهارة الترجمة يصدر من جهة المترجم على تكراره وتعويده في الترجمة، فإذا كان المترجم أي نص ما كثيرا فله احتياج إلى فهم عملية الترجمة من حيث أي طريقة ويقدر تطبيقها لأنه ستساعده تلك القدرة.
وبالتالي لا بد للمترجم من أن يختار المعاني أو المرادفات التي تطابق مع مراد سياق الكلام. ولا بد أيضا للمترجم من أن يتحرر من المعاني التي حفظها للألفاظ في شبابه. فإذا وجد المترجم كلمة يعرفها ولكنها لا تعطي مفهوما أو مقبولا في سياق ما فلا بد له من أن يعود إلى القاموس يستلهم منه المعنى، وفي بعض الأحيان قد لا يجد في القواميس بغايته وعليه أن يفكر في المعنى المقصود في هذا السياق بالذات.
واعتمادا على البيان أو الشرح المذكور فلا بد للمترجم أن يستطيع حل المشكلات في أثناء عملية الترجمة فله وفاء الشروط للمترجم. ولا يكون المترجم في عمله ناجحا إلا إذا توافر لديه شروط ومواصفات معينة. وعرض عز الدين محمد نجيب أن الشروط الأساسية للمترجم أهمها :
1-     قاعدة عارضة من مفردات اللغة التي يترجم منها وإليها وكذلك إلمام كامل بالمصطلحات والتعبيرات التي تتميز بها كل لغة.
2-     دراسة متعمقة للقواعد والنحو والبلاغة والبيان في اللغتين بحيث يستطيع فهم ما يهدف إليه الكاتب الذي ينقل عنه ثم يقوم بصياغة ما يترجمه بصيغة بلاغية أقرب ما يمكن في المعنى والمضمون لما قصده الكاتب.
3-     ثقافة واسعة بمعناها الواسع الذي عرفه العرب القدماء بأنه الأخذ من كل علم وفن بطرف، مع خلفية عملية واسعة في العلوم التي يقوم بترجمة نصوصها مثل الأدب أو التاريخ أو الجغرافيا أو الكيمياء أو الأحياء أو الطب أو الهندسة أو غيرها بحيث لا يخلط بين معاني الألفاظ التي ترد في النص الذي يقوم بترجمته.
4-     الأمانة في نقل الأفكار الواردة في النص الأصلي ونقلها بلغة واضحة وسلسلة ومفهومة إلى اللغة المترجمة إليها بدون اختصار أو حذف، وهنا يجب أن نوضح للمترجم الناشئ الفرق بين الأمانة في الترجمة والحرفية في الترجمة. فالأمانة تتطلب من المترجم أن ينقل لنا النص روحا ومعنى وتعبيرا وأن يراعي المعنى الذي يقصده الكاتب والذي يكمن وراء كل كلمة أو عبارة فيترجمها بمعناها حتى لو اضطر لتحويل اسم إلى جملة، أو صفة إلة الحال، وله بعد ذلك أن يقدم أو يؤخر بالشكل الذي يخدم المعنى ويجعل الترجمة في اللغة المنقول إليها سلسلة وسهلة الفهم وغير ركيكة. أما الترجمة الحرفية نقل النص كلمة كلمة بمعنى الالتزام بالنص المنقول منه من ناحية معاني المفردات والتراكيب اللغوية متجاهلا تباين الأساليب اللغوية بين لغة وأخرى.
5-     الصبر. لأن الترجمة تحتاج إلى ممارسة وتدريب طويل وبحث في المعاجم والقواميس والمراجع.[5]
واهتماماعلى ما سبق وكثرة المشكلات الموجودة في نشاط الترجمة كان الناس يشك هل عمل الترجمة في الحقيقة يوافق موافقا صديقا على ما ألقاه الكاتب في اللغة الأم ؟ ولذلك لا بد أن يكون المترجم ذا ميزات خاصة ومقومات بارزة ليتمكن من الإجادة بفنه والتحليق في إنتاجه، وهذه المقومات ما يلي :
1-     الإلمام باللغتين، إذ من السخافة أن يقوم الفرد بترجمته فكرة لا يتفهم معناها ولم يسبر غورها ولم يقف على ما فيه من جمال المعنى والمبنى
2-     أن يكون المترجم متمكنا من اللغتين وإلا وقع في المحظور.
3-     لا بد للمترجم أن يكون ذا اختصاص في الموضوع الذي يقوم بنقله إلى لغته ليتمكن من أن يقف على دقائق الموضوع وما فيه من تعابير واصطلاحات عملية كانت أو أدبية.[6]
وبعد التأمل والنظر إلى البيان السابق قد عرفنا أن التجارب الصحيح بين المترجم والمؤلف يتم. فأما الأمانة في نقل الأفكار الواردة في القطعة الأصلية أمر لا بد منه. فالمترجم الذي هو أداة نقل وتعبير وجب عليه أن يؤدي واجبه في بث الفكرة الأصلية بكل إخلاص وتجرد.
‌ج-       التحليل عن أهمية الصرف والنحو في الترجمة
وكما ذكرنا في الباب السابق أن للصرف والنحو دورا مهما وأهمية عظيمة في تسهيل الترجمة، وعلاقة قوية في تفهيم العلوم الدينية لاسيما في تعليم اللغة العربية، لأن الصرف معرفة أصول الكلمات ويعين على فهم الكلام على وجه الصحيح بما يساعد على استيعاب المعاني بسرعة، وتحويل الأصل الواحد إلى أمثلة لمعان مقصودة لا تحصيل إلا بها.[7] وما يطرأ عليها من زيادة أو حذف، وما اعترى حروفها من تغيير بتقديم أو تأخير أو إعلال أو إبدال.
وأما النحو علم يعرف به أواخر الكلمات إعرابا وبناء، ولكن العصر الحديث وما صاحبه من بحوث ودراسات في التحليل اللغوي غير هذه النظرة التقليدية فلم يعد النحو قاصرا على إعراب الكلمات، إنما امتد إلى اختيار الكلمات والارتباط الداخلي بينهما، والتأليف بين هذه الكلمات في فستوصولي معين، والعلاقات بين الكلمات في الجملة والوحدات المكتوبة لعبارات.[8]
ومعنى هذا أن مفهوم النحو امتد واتسع فشمل جوانب أخرى غير إعراب آواخر الكلمات. والعلاقات بين آواخر الكلمات وما بين ما تدل عليه من معنى وطريقة بناء الجملة وترتيب كلماتها.
ولذلك أن تعليمهما ليستا مقصودة في ذاتهما إنما وسيلة من الوسائل التي تعين المتعلمين على الكلام والكتابة بلغة صحيحة، وهما وسيلتيهم لتقويم ألسنتهم وعصمتهما من اللحن والخطأ، وهما عونهم على دقة التعبير وسلامة الأداء حتى يتمكنوا من استخدام اللغة استخداما صحيحا في يسر ومهارة.
وأهمية الترجمة وسيلة لمساعدة القارئ على الوصول إلى نفس مستوى قارئ النص الأصلي. فالهدف من الترجمة هو إيجاد تطابق في العلاقة بين القارئ وبين النص المترجم والعلاقة بين القارئ والنص المنقول منه، وعلى كل حال أن الترجمة مهمة جدّا حتى حياتنا اليوم، خاصة في الحياة التي تسمى بالحياة الحديثة أو العصرية. حيث قال فوزي عطية محمد كما في التالي : لا شك أن الحاجة أصبحت ملحة إلى توافر المترجمين الأكفاء في هذا العصر الذي حالت وسائل الاتصالات المتقدمة في تاريخ العرب توجد فترتان تاريخيتان ثم فيهما الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية وفيها الترجمة العكسية من العربية إلى اللغة الأجنبية.




[1] دكتور فوزي عطية محمد، علم الترجمة ( مدخل لغوي الثقافة الجديدة، القاهرة، ص 80.
[2] Drs. Moh. Mansyur dan Kustiwan, S.Ag, Panduan Terjemahan ( PedomanBgai Penerjemah Arab-Indonesia-Arab ), PT. Moyo Segoro Agung, Jakarta, 2002, hlm 21.
[3] محمد منصور، المرجع السابق، ص  24.
[4] الدكتور عزالدين محمد نجيب،  أسس الترجمة من الإنجليزية الى العربية وبالعكس، مكتبة ابن سينا للنصر والتوزيع، القاهرة، ص 22.
[5] الدكتور عزالدين محمد نجيب، المرجع السابق ، ص 8-9.
[6] محمد منصور، المرجع السابق، ص  41.
[7] K.H. Muhamaad Anwar, ilmu shorof( Terjemahan Kai;ani dan Badlom Al-Maqsud, PT Sinar Baru Algensindo, Bandung, 1996, hlm. 1.
[8] الدكتور محمد عبد القادر أحمد، طرق تعليم اللغة العربية، الطبعة الثالثة، 1984، ص 167.

0 Response to " التحليل عن ترجمة العربية من جهة أنواعها أو طريقتها"

Post a Comment